languageFrançais

'مطعم المحبة'.. مبادرة تطوعية لإطعام مئات الأشخاص يوميًا

في شارع جانبي على مقربة من وسط العاصمة تونس، لا يلفت المبنى نظر العابرين، واجهة بسيطة، لافتة متواضعة، وأبواب مفتوحة في منتصف النهار.

لكن ما يحدث في الداخل مختلف تمامًا عشرات الوجبات تُحضَّر يوميًا وتُقدَّم لمن لا يملك ثمن الطعام. هذا هو "مطعم المحبة"، أول مطعم اجتماعي من نوعه في تونس، تأسس قبل أربع سنوات، وتحول بسرعة إلى نقطة ارتكاز صامتة لمساعدة من يعيشون في الهامش.

بلا شروط، بلا أسئلة

فكرة وأهداف  بسيطة من لا يملك، يأكل من يملك، يساهم. ومن لديه وقت، يشارك. لا حاجة لإثبات الحاجة، لا ورق، لا تحقيق اجتماعي. 

وقال نزار خذاري، رئيس جمعية متحدون من أجل الإنسانية، وأحد مؤسسي المشروع "لم نرد أن نكرر تجربة الإحسان الكلاسيكية. المطعم ليس عملًا خيرياً بالمعنى المعروف. أردناه مساحة للناس. للطعام، نعم، لكن أيضًا للتنفس، للاستراحة، للوجود ببساطة دون حرج."

المطعم يستقبل يوميًا عشرات الأشخاص، أغلبهم من فئات هشّة،، شبان انقطعوا عن أسرهم، عاطلون عن العمل، نساء في وضعيات اجتماعية هشّة، طلبة وتلاميذ وحتى بعض من عابري السبيل.

كيف يعمل المطعم؟

وراء فكرة المطعم توجد شبكة اجتماعية غير معلنة، فريق المتطوعين يتابع حالات بعينها، يرى بعض المتابعين أن تجربة "مطعم المحبة" يمكن تكرارها في أحياء أخرى من تونس، أو في مدن أخرى.

"قوة هذا المشروع أنه صغير، مرن، ويعمل خارج منطق البيروقراطية. فمطعم المحبة ليس معجزة. لا ينقذ العالم. لكنه يقدم وجبة ساخنة لمن لا صوت له. دون شرط، دون سؤال، ودون حاجة لابتلاع الإهانة.

في زمن ترتفع فيه الأسعار وتضيق فيه الخيارات، ربما هذا هو ما نحتاج إليه فعلًا: أماكن صادقة، تعمل في الظل، وتمنح الإنسان ما يكفي ليكمل يومه.

صلاح الدين كريمي